image/svg+xml
FREE PALESTINE
كيف أتكلم بطلاقة؟ – قواعد فنّ وتحسين المحادثات اليومية

كيف أتكلم بطلاقة؟ – قواعد فنّ وتحسين المحادثات اليومية

فن المحادثة، مثل أيّ فن، هي مهارة الأناقة والفروق الدقيقة والتنفيذ الإبداعي، كما أعتقد أن هناك فنًّا لكل ما نقوم به، وبدون ذوق وبلاغة قد تُصبح معظم الأشياء شاقة.

لماذا تصمّم على الشقاء بينما يمكنك الحصول على الفنّ؟

عندما يتعلق الأمر بفن المحادثة، فجميعنا التقينا بأشخاص يبدو أنهم يمتلكون الموهبة، ويمكنهم التحدث إلى أي شخص عن أي شيء ويبدو أنهم يفعلون ذلك بسهولة تامة، وبينما صحيح أن هناك من وُلدوا بفطرة الثرثرة، ولكن يمكن أن يكون الأمر بالنسبة لنا، بتطوير مهارات المحادثة وإتقانها.

المحادثة هي شكل من أشكال التواصل، ومع ذلك، فإنه عادة ما تكون أكثر عفوية وأقل رسمية، مما يجعلنا ندخل في محادثات لأغراض المشاركة اللطيفة من أجل لقاء أشخاص جُدد، أو لمعرفة المعلومات والاستمتاع بالتفاعلات الاجتماعية، وفيما يتعلق بأنواع المحادثة، فإنها تختلف في أيّ مكان من المحادثات الفكرية وتبادل المعلومات إلى المناقشة الودية والمزاح الذكي.

في حين أن وجود مهارات محادثة جيدة أكثر من كونها تمثيلًا كوميديًّا أو دراميًّا أو لرواية قصصية، إلا أنه ليس من الضروري أن تصبح أكثر اجتماعية أو حيوية. بدلًا من ذلك، يمكنك تطوير القدرة على الاستماع بانتباه، وطرح أسئلة مناسبة، والانتباه إلى الإجابات –كل الصفات الأساسية لفن المحادثة، هي من خلال الممارسة الدؤوبة والعديد من المؤشرات الجيدة، ويمكن لأي شخص تحسين مهاراته في المحادثة.

بعض النصائح حول كيفية تحسين مهارات المحادثة

الأشخاص المهتمون بصدق بالآخرين عادةً ما يكونون مثيرين للاهتمام، لماذا؟ لأنهم أكثر انفتاحًا على التعلم عن الأشياء الجديدة وفهمها، مما يشجع على إظهار الاهتمام ومشاركة المعلومات مع الأشخاص 

الآخرين بحرية أكبر، وأيضًا إظهار الانتباه من خلال الحفاظ على التواصل البصري الجيد والاستماع بفاعلية. وإذا كنت خجولًا وتحتاج إلى وقت للاستعداد قبل مشاركة آرائك الخاصة، يمكنك طرح أسئلة مفتوحة أو تشجيع الشخص الآخر على توضيح رؤيته، وذلك لإمكانية الانخراط في المحادثة والاسترسال بشكلٍ جيدٍ.

تأكد من وجود توازن بين الأخذ والعطاء

يمكن أن تُصبح المحادثة مُمِلَّة إذا كان أحد الأشخاص يقوم بكل الكلام بينما يحاول الآخر الحصول على كلمة، وعندما يحدث ذلك، من الطبيعي أن لا يكون هناك أيّ انسجام أو تناغم.

يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب لعدم الأخذ والعطاء، في بعض الأحيان الاضطراب أو العصبية، فهي أحد الأمور التي تجعلنا نتصرف دون إدراك أو وَعْي، ولا نعرف ماذا نقول.

وإذا وجدت نفسك تمرّ في هذه الحالات، خذ نَفَسًا عميقًا وافعل ما بوسعك للتركيز؛ وابتسم ثم تفكر فيما تريد أن تقوله، وإذا كان الشخص الآخر هو من يفقد توازنه، وحاولت عدة مرات التدخل ولكنك لم تتمكن من ذلك، فاعتذر لنفسك والمضي قُدمًا. أما إذا أدركت في وقت لاحق أنك كنت غير متوزان، فعلى الأقل ستكون قد اتخذت أهم خطوة نحو التحسين وهي الإدراك والوَعْي.

حدِّد ما إذا كان مَيْلك للسيطرة على المحادثة ناتجًا عن العصبية أو التورط الذاتي، وفي كِلتا الحالتين، راجع المحادثة في رأسك، وابحث عن الأماكن التي يمكن أن تتوقف فيها مؤقتًا وتسمح للشخص الآخر بالتحدث.

كن مثيرًا للاهتمام وتأكد أن ينطبق ذلك على ما تقوله

على الرغم من أنك لست مُضطرًا إلى أن تكون ممثلًا كوميديًّا أو ترفيهيًّا، إلا أنك بحاجة إلى أن تكون مثيرًا للاهتمام، وإلا فماذا تقول؟ إذا لم تكن على دراية جيدة، أو تميل إلى عدم القراءة كثيرًا، أو لديك القليل من الاهتمامات، فلن يكون لديك الكثير لتتحدث عنه سوى نفسك.

لسوء الحظ، لا أحد يريد أن يسمع عن أحدث مشاكلك أو فتوحاتك أو روتينك اليومي، ومع ذلك، يعتقد الكثير من المتحدثين أن هذا ما يريد الناس سماعه منهم.

لتجنب أن تكون ذلك الشخص، كن على دراية بالأحداث العالمية أو الأخبار أو ما يحدث محليًّا، حاول أن تقوم بتخصيص وقتٍ لمواكبة أحدث صيحات الموسيقى والغناء أو الاكتشافات التكنولوجية الجديدة أو أحدث إصدارات الكتب.

لا أحد يستطيع أن يعرف كل شيء، لذلك إذا استطعت تنوير شخص ما أثناء المحادثة، فستكون متحدثًا ناجحًا (بالمقابل، يمكنك تعلُّم شيء جديد أيضًا).

بالطبع، ليست كل المحادثات عبارة عن تجمعات لتبادل المعرفة أو مناقشات حول الاستيراد العالمي، وخاصة في اللقاءات الاجتماعية! في مثل هذه الحالات، كُنْ على دراية بنبرة ومزاج المحادثة وكن مع التيار، إذا لم تكن قادرًا على مُجاراة الأحاديث، كما يمكنك دائمًا الاستماع والابتسام والاستمتاع، لا تتصرف أبدًا كما لو كنت تشعر أنك خارج المكان أو عدم الشعور بالراحة.

كن هادئًا، كن نفسك

إذا كنت على حافة الهاوية، أو تحاول أن تقوم بدور ليس بدورك، وبالتالي سيكون محكوم على المحادثة بالفشل قبل أن تبدأ، من الطبيعي -إذا لم تكن مرتاحًا- ألّا تظهر كما ترغب، تمهل وخذ نفسًا عميقًا. إذا لم تبذل قصارى جهدك للاسترخاء والهدوء، سينتهي بك الأمر بقول شيء سخيف أو غير مفهوم أو خارج سياق المحادثة، وإذا كنت تحاول جاهدًا أن تكون شيئًا لا تريده، فستجده غالبًا مزيفًا وغير حقيقيٍّ.

للبدء في محادثة، اذهب إلى شخص ما وقدّم نفسك، فذاك أمرٌ مهذب وضروري لبدء المحادثة بسلاسة، وعندما تستدعي المناسبة ذلك، يمكنك المصافحة ثم الابتسام والتواصل البصري، وكونك ودودًا يجعل الشخص الآخر مرتاحًا ويفتح الباب أمامه لتقديم نفسه.

إذا لم يتم قبول محاولتك -لأي سبب من الأسباب- ولاحظت أن الشخص الآخر باردًا أو متعثرًا، لا تعتبره رفضًا؛ فقط اعتبر أن الشخص لديه أسبابه لعدم المبادلة، وربما لعدم قدرتهم على تبادل المشاعر أو أنهم قضوا يومًا سيئًا أو ليسوا في مزاج جيد للمحادثة.

للتحسين: لممارسة ومِن ثَمَّ ممارسة المزيد

فنّ المحادثة، مثل أيّ مهارة، يتطلب الممارسة، لا تتوقع أن تكون ماهرًا بعد محاولاتك القليلة الأولى، سوف يتطلب الأمر الممارسة وكذلك التعرض للعديد من المواقف الاجتماعية المختلفة، ويمكن ممارسة الأمر بالمحادثة مع أفراد الأسرة والأشخاص الذين تشعر بالراحة معهم، بحيث يمكنهم إعطائك التعليقات المفيدة والداعمة، والتي بدَوْرها تمنحك شيئًا للعمل عليها.

إليك أيضًا خلاصة بعض النصائح السريعة والمختصرة لفنّ المحادثة

  • لا تُهَيْمن على المحادثة وتجعل كل المحادثة عن نفسك فقط.
  • إظهار الاهتمام والفضول للآخرين.
  • احرص على تحقيق التوازن بين الأخذ والعطاء.
  • كُنْ مستمعًا نشطًا من خلال الحفاظ على التواصل البصري الجيد وطرح الأسئلة ذات الصلة.
  • دَرِّب نفسك على الاسترخاء باستخدام التصور أو التأمل أو طرق الاسترخاء الأخرى، الاسترخاء أمر حيويّ لإجراء محادثة جيدة.
  • الحفاظ على عقل منفتح؛ لكل شخص له الحق في التعبير عن نفسه حتى لو كنت لا توافق على ما يقولونه.
  • كُنْ مُستَعِدًا للبقاء على اطلاعٍ بأحدث الأخبار والتطورات والأحداث العالمية.
  • كُنْ ودودًا من خلال الحفاظ على الاسترخاء والابتسام والحفاظ على موقف وُدِّيّ.

امتلاك فنّ المحادثة يُحسن العلاقات الشخصية والاجتماعية والعملية، ويمنحك الفرصة لمقابلة أشخاص جدد مهمين، ويقدم لك العديد من الموضوعات والمواضيع الجديدة، مع الممارسة والتطبيق يمكن لأي شخص تحسين مهاراته في المحادثة.

الكتاب الذين اعجبو بهذا المقال

مقالات مشابهة